بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل
ما سمع ) رواه مسلم
إن الكذب من مساوئ الأخلاق ، وبالتحذير منه جاءت الشرائع ، وعليه اتفقت الفطر ،
وبه يقول أصحاب المروءة والعقول السليمة .
وفي شرعنا الحنيف جاء التحذير منه في الكتاب والسنة ، وعلى تحريمه وقع الإجماع ،
وكان للكاذب عاقبة غير حميدة إما في الدنيا أو في الآخرة .
ومما انتشر بين عامة الناس ما يسمى " كذبة نيسان " أو " كذبة أبريل " وهي :
زعمهم أن اليوم الأول من الشهر الرابع الشمسي - نيسان - يجوز فيه الكذب من
غير ضابط شرعي ،
وقد ترتب على هذا الفعل مفاسد كثيرة ولم يأت في الشريعة هذا اليوم ولا أصل له ،
بل هو بدعة محدثة يحرم العمل بها ..
,,
وإن ما انتشر بين الناس الكذب حتى وإن كان مازحاً ، وهو العذر الذي يتعذرون به في كذبهم
في أول " نيسان " أو في غيره من الأيام ، وهذا خطأ ، ولا أصل لذلك في الشرع المطهَّر ،
والكذب حرام مازحاً كان صاحبه أو جادّاً .
وهذهـ بعض فتاوي في تحريم كذبة ابريل ..
,,
وقفة مع فـــلاش كذبة إبريل :
http://www.al3sjad.info/cat/flash/d3wh/Aprel.swf
وقد تُوعِّد الله الكاذب بعقوبات دنيوية
مهلكة ، وبعقوبات أخروية مخزية ، ومنها :
1/ النفاق في القلب .
قال تعالى : { فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا
يكذبون } [ التوبة / 77 ] .
2/ الهداية إلى الفجور وإلى النار
3/ رد شهادته
4/ سواد الوجه في الدنيا والآخرة.
قال تعالى : { ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة } [ الزمر / 60 ]
5/ شق شدق الكاذب إلى قفاه .
عن سَمُرَة بْن جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ
لِأَصْحَابِهِ هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا قَالَ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ
إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي انْطَلِقْ .. فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ
لِقَفَاهُ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى
قَفَاهُ وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ قَالَ وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ فَيَشُقُّ قَالَ ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ
الْآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الْأَوَّلِ فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا
كَانَ ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَ قَالَا لِي
انْطَلِقْ انْطَلِقْ ( ثم قال في تفسير الملكين للمشاهد التي رآها ) : وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ
يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ
تَبْلُغُ الْآفَاقَ ..
رواه البخاري ( 5745 ) .
,,
بعض أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم في الكذب ,
وأقوال السلف الصالح فيه:
,,
ختاما حكم الإسلام في " كذبة إبريل" خاصة وفي الكذب عامة حكم واضح لا لبس فيه فقد
حرمة مطلقاً ولم يبحه إلا في مواطن محددة في ثلاث حالات فقط للمصلحة التي تترتب عليه
وعدم وجود وسيلة أخرى تقوم مقامه من الوسائل التي هي في الأصل مباحة.. وقد أوضحها
النبي صلى الله عليه وسلم فعن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " لا يحل الكذب إلا في ثلاث : يحدث الرجل امرأته ليرضيها ، والكذب في الحرب ،
والكذب ليصلح بين الناس " .
رواه الترمذي ( 1939 ) .
والحديث : حسنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 7723 ) .
وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أنا زعيم ببيت في وسط الجنة
لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ) (الترغيب والترهيب [4313] ج3 ص311)
وجزى الله الجنان كل من صمم وأعان على نشر المشروع
انشرهـ واحتسب الأجر
- جزا الله منتديات العسجد كل خير على هذا العمل المتميز -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق